Accéder au contenu principal

التنظيمات الإرهابيةومواقع التراث الإسلامي

لماذا تضع  التنظيمات الإرهابيةمواقع التراث الإسلامي على قائمة خصومها

ليس غريبا على التنظيمات الإرهابية إستهداف آثار التراث الإنساني عموما إذ تشير التقارير  إلى أن التيار المتطرف، بمختلف عناصره وتنظيماته، دأب على وضع الآثار ضمن قائمة خصومه. 
في 2001 قامت حركة طالبان الأفغانية بتدمير تماثيل بوذا في باميان بذريعة مخالفتها للشريعة. وهي الحجة التي نسف بموجبها تمثال آشوري يبلغ عمره ثلاثة آلاف سنة الشهر الماضي في محافظة الرقة السورية على يد عناصر من تنظيم “داعش”.
ولكن أن تستهدف هذه التنظيمات الآثار الإسلامية و المساجد و المعاهد الإسلامية العريقة. هذا ما كان مفاجئا للبعض. إذ لفتت ظاهرة تدمير المساجد في العراق مؤخرا النظر إلى إستهداف التنظيمات المسلحة الإرهابية لمعالم الثقافة الإسلامية مثلما تستهدف غيرها من المعالم الثقافية الإنسنانية.
إذ سبق و أن تكررت هذه الحادثة في أماكن عديدة على غرار أفغانستان ومالي وسوريا. حيث مازالت آثار الهدم والتشويه شاهدا قويا على سلوك التنظيمات المتطرفة تجاه الآثار والتراث الإنساني بكل تنوعه الفني والديني والطائفي وبغض النظر عن قيمته المادية والتاريخية. 
نذكر هنا بعض  أعمال تدمير التراث الإسلامي التي قامت بها الجماعات المتطرفة :
-  سوريا، الحكسة، (تل معروف). 
دخل تنظيم داعش" إلى بلدة تل معروف شمال سورية في 2012. و أخرج مسلحوه الثوار المقاتلين الأكراد من البلدة و هاجموا مسجدها بحجة أنه تابع لطريقة صوفية.
وبحسب السكان في تل معروف فإن جامع البلدة تعرض للتخريب و الهدم و شوهدت المصاحف التي كانت داخله محروقة و ملقاة على الأرض.
 إذ دخل المسلحون البلدة ليلا وبدؤوا هجومهم على المسجد قبيل الفجر، وكتبوا عبارات مهينة على جدار المسجد وبابه قبل إضرام النار داخله، ما تسبب في حرق حتى المصاحف. 
أما المزار الذي يقع على بعد ٩٠٠ متر من المسجد فقد قام المسلحون بتفجيره وشوهد الدخان يتصاعد منه.
وتضم بلدة تل معروف عددا من المعالم الدينية  ومعهدا للدراسات الإسلامية وتدريس اللغة العربية، وجميع هذه المعالم هي من بناء الشيخين محمد ومحمد مطاع الخزنوي وهم من أكراد تركيا الذين جاؤوا للعيش في شمال سورية بعد الحرب العالمية الثانية. 
وقبل اندلاع الحرب في سورية، كانت تل معروف وجهة للكثير من الطلبة السوريين أو الأجانب الذين يأتون لدراسة الطريقة النقشبندية الخزنوية. 
- سوريا، دير الزور، (الرفاعي).
في بلدة البصيرة شرقي عاصمة محافظة دير الزور، وضع مسلحون من تنظيم داعشالمتفجرات في ضريح الشيخ عيسى عبد القادر الرفاعي وفجروه والجامع القريب منه.
وأظهرت لقطات فيديو وصورة نشرها “المرصد السوري، تحول الضريح إلى ساحة تمتلئبقطع الحجارة والحطام وأسياخ الحديد الملتويةكما و تعرضت عدة قبور ومواقع اخرى اماللحرق او التدمير في المحافظةو أيضا تكرر فعل الجماعة هذا في حلب و إدلب حيث دمرت مساجد أو تم إحراقها.
 - ليبيا، درنة، (مقبرة الصحابة). 
هاجم متطرفون من تنظيم القاعدة “مقبرة الصحابة” في مدينة درنة شرق ليبيا. حيث قاموا  بتفجير و هدم قبور صحابة النبي محمد (ص).
وحسب شهود عيان  فإن عناصر القاعدة باشروا في عملية هدم قبور الصحابة بمختلف انواع المتفجرات وقنابل شديدة الانفجار.
وللعلم فإن مقبرة الصحابة التاريخية تضم رفات سبعين صحابيّا وصلوا إلى ليبيا مع طلائع الجيش الذي قاده عمرو بن العاص، من بينهم الصحابي الجليل زهير بن قيس البلوي، والصحابي عبدالله بن بر القيسي، والصحابي أبومنصور الفارسي.
-  سوريا، الرقة، (أويس القرني).
أقدم تنظيم (داعش) بتفجير مقام الصحابي التابعي “أويس القرني” في محافظة الرقة. حيث قام التنظيم بذلك على مرحلتين، أولها تفجير أولي انهارت على إثره منائر المقام ومآذن المسجد الملحق به. 
ولاحقا، استكمل التنظيم المرحلة الثانية حيث قام بتفخيخ الجامع من كل جوانبه بأنواع من المتفجرات، و سمع صوت انفجار قوي في مدينة الرقة، تحول على إثره المقام  والسجد إلى أثر .
ويتألف المقام من ثلاثة أبنية تتوسطها أضرحة للصحابي عمار بن ياسر والتابعيين أويس القرني وأبي بن قيس النخعي، كما يحوي الطابق العلوي للمقام غرفا وصالات ومطابخ لاستقبال الزوار.
وقد ذكر الرحالة الألماني أرنست هرتزفيلد أثناء زيارته للرقة في العام 1907 أنه وجد على قبة أويس القرني كتابة بالعربية مفادها «بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. و قام بتجديد هذا المقام مسلم الرقي بن علي آغا بن المرحوم إسماعيل آغا سنة 1152 هجرية، أي 1737 ميلادية، جرى ذلك في زمن رضوان باشا والي الرقة والرّها المقيم في أورفا، ثم جرى تجديد آخر للقبة في زمن السلطان العثماني عبد المجيد خان. 
- العراق، الموصل، (عدد من المساجد و الأضرحة).
 أفاد مصدر أمني عراقي بان عناصر من تنظيم (داعشالارهابي اقتحموا مرقد النبي يونس (عليه السلامفي مدينة الموصل بمحافظة نينوى العراقية وقاموا بنبش القبر.
وأضاف المصدر بأن عناصر تنظيم داعش قاموا بخطف جميع موظفي ضريحي النبيين يونس ودانيال (عليهم السلامبعد أن اغلقوهما.
كما اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش نسف عناصر "داعش" أربعة مساجد شيعية ونهب بلدتين قرب مدينة الموصل، بمحافظة نينوى شمال العراق.
كما دمر مسلحون من داعش  رموزاً من التراث في مدينة الموصل، من ضمنها تمثالين لرمزين ثقافيين وقبر فيلسوف ومؤرخ من القرن الثاني عشر.
إذ قال شهود إن عناصر من داعش دمروا تمثال عثمان الموصلي، وهو موسيقي وملحن عراقي من القرن التاسع عشر، وتمثال للشاعر أبي تمام الذي عاش إبان الخلافة العباسية.
وبعد سيطرة مقاتلي داعش على الموصل، جرى نبش قبر ابن الأثير وهو فيلسوف عربي سافر مع جيش السلطان صلاح الدين في القرن الثاني عشر. وقال شهود إن القبة المقامة فوق الضريح دمرت مع الحديقة المحيطة به.
- مالي، تمبكتو، (آثار تمبكتو و معهد أحمد بابا).
في مالي لم تسلم تمبكتو -المصنفة ضمن التراث العالمي للبشرية من قبل منظمة اليونسكو- العاصمة الإسلامية الأشهر في أفريقيا من القاعدة. حيث قام التنظيم بهدم آخر الأضرحة في هذه المدينة التاريخية، كما أعلن زعيم إسلامي في المدينة التي يطلق عليها اسم "مدينة الـ333 وليا"، في إشارة إلى الأولياء الصالحين الذين يرقدون في أراضيها.
وتم هدم هذه الأضرحة الإسلامية الأثرية و المسجد الذي يعود للقرن الخامس عش في المدينة. حين غزا عناصر القاعدة مدينة تمبكتو الصحراوية في مالي  وأخذوا في تدمير القباب الأثرية. وسط مخاوف كثير من المهتمين بالشأن الثقافي الانساني من أن تصبح الضحية التالية هي المكتبات التي تحوي كتباً ومخطوطات ونصوصاً نادرة.
ويؤكد البعض أن الناس في مالي بكوا في الطريق الاسبوع الماضي عندما بدأ المتشددون في هدم قباب وأضرحة رجال الدين المسلمين بعد ان وصفوها بالأوثان.
وكان قد اكتسح عناصر القاعدة شمال مالي عبر الصحراء عشية الانقلاب العسكري الذي تعرض له هذا البلد.  و إثر هروب القوات الحكومة من المدينة لجأ بعض سكان تمبكتو لحراسة المكتبات الأثرية بأنفسهم في الوقت الذي تدفق به عناصر القاعدة عبر الشوارع.
وأصدرت الامم المتحدة والباحثون الاكاديميون نداء عاجلاً من اجل حماية الارث الثقافي لمدينة تمبكتو التي كانت تعد ملتقى طرق تجارية في الصحراء افرزت كماً هائلاً من الموروث الادبي والثقافي والديني. 
وكما تخوف السكان أصبح  "معهد أحمد بابا" ضحية عنف القاعدة. وهو المعهد الذي سمي باسم العلامة أحمد بابا التنبوكتي والذي نشأ في القرن السادس عشر. والذي  كان يعد، حتى لحظة إحراقه 27 يناير2013، يضم أكثر من 100 ألف مخطوطة، كان بعضها محفوظا في سراديب تحت الأرض، حتى لا تتآكل بفعل التراب والشمس.  
وتعود نشأة المعهد إلىمنظمة اليونسكو  للحفاظ على المخطوطات العربية في تمبكتوويعتبر "معهد أحمد بابا" أحد أهم المكتبات الثمانين في تمبكتو من بينها "مكتبة ماما حيدارة" و"مكتبة محمود كاتي"، وتحتوي جميعها على وثائق أثرية يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر ميلادي.
و كانت مدينة تمبكتو مركزا للتعليم الاسلامي خلال القرنين الـ16 والـ،17. و واحدة من اكبر المناطق التي تحوي مجموعة من المخطوطات القديمة في افريقيا. 
وكالات 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

قائمة أولية لرياض ومحاضن الأطفال المتحصلة على وصل ايداع كراس الشروط بولاية سوسة

الثقافة قلب المجتمعات النابض بالحياة

زائف "إقالة وزير التربية محمد علي البوغديري"