تونسيون يوجهون تحية لمدير أعدّ في منزله الغذاء لـ 300 تلميذ مقيم بعد اضراب العملة

أضرب عملة المؤسّسات التّربويّة، وهو إضراب لم ننتبه إليه تقريبا، بما أنّ العديد من هؤلاء وأمثالهم كثيرون في مختلف القطاعات مضربون أو شبه مضربين منذ سنوات. الإشكال كان في المؤسّسات التّربويّة التي تحتوي مبيتات ومطاعم مدرسيّة، حيث يحتاج التّلاميذ إلى ما يسدّ رمقهم في هذه الفترة الحسّاسة من السّنة الدّراسيّة والامتحانات على الأبواب.

إعداديّة عين جلولة الواقعة على بعد 30 كيلومترا غرب مدينة القيروان عند سفح جبل وسلات كانت بالأمس إحدى هذه المؤسّسات، وكان يمكن أن يقضّي تلاميذها المقيمون وعددهم يفوق الـ 300 يومهم وليلتهم جوعى بسبب الإضراب، خاصّة وأنّهم بعيدون عشرات الكيلومترات عن أهلهم، وأنّ مؤسّستهم بعيدة عن أيّ محلّ عطريّة أو ما شابه من المحلاّت التي يمكن أن يجدوا فيها ما يسدّ الرّمق.. غير أنّ مدير الإعداديّة كان له رأي آخر، حيث جنّد أفراد أسرته وعددا من الأقرباء وعمّال الحضائر لإعداد الوجبات الثّلاث في بيته، وقضّى التّلاميذ يوما استثنائيّا شعروا فيه دون شكّ بأنّهم ينتمون إلى أسرة موسّعة وأنّ هناك من يفكّر في مصلحتهم ويعمل من أجلهم بصدق وإخلاص وفق صفحات  على مواقع التواصل الاجتماعي .

من جهة اخرى كتب احد النشطاء النص التالي :

“عبد الرزّاق نصري…. إسم يجب أن يبقى في الذّاكرة
هو مدير المدرسة الإعداديّة بمنطقة عين جلولة بالقيروان و التّي يدرس بها 320 تلميذ.
هذا الرّجل, و عندما كان كافّة أعوان المدرسة بمن فيهم السّاهرين على إعداد وجبات الغداء للتّلاميذ في إضراب يومي 19 و 20 ماي الجاري, قام بنفسه و مع أفراد عائلته في منزله بإعداد وجبات الغداء للتّلاميذ الذّين كانوا يقطعون يوميًّا 25 كلم لكي يصلوا إلى المدرسة, و عند سؤاله أجاب السيّد المدير عبد الرزّاق نصري:
– ” أوّلاً إحترمت حقّ الأعوان في الإضراب و أغلقت المكان الذي يتناول فيه التّلاميذ غدائهم و أغلقت مطبخ المدرسة. و قمت بإعداد كلّ شيء في منزلي و بوسائلي الخاصّة, أردت تحمّل مسؤوليّتي تجاه هؤلاء التّلاميذ الذّين يأتون من بعيد و كانوا في فترة إمتحانات, هذه أمور إنسانيّة لا غير, و لم أفعل إلاّ ما يؤمّن إستمرار الحياة الدّراسيّة داخل المؤسّسة التّربويّة التّي في عهدتي دون أيّ خلفيّات. قمت بما قمت به لأنّني أحبّ تلامذتي…”

ايمن المحرزي