مدرسة حشاد الوسلاتية الي متي الحلول الترقعية

صرخة فزع من المعلمة منية منتصري بمدرسة حشاد الوسلاتية إلى ال


سيد وزير التربية
*هكذا تهدر أموال الشعب في أنصاف الحلول المؤقتة*
عفوا سادتي الكرام! تمهلوا و أنصتوا، قد لا تعنيكم صحة المعلم و سلامته فهو مواطن من الدرجة الثالثة لا يهم أن يجد نفسه في نهاية الخدمة أو خلالها معوقا على كرسي متحرك، لا يهم إن كان يعاني من "الروماتيزم" أو "إلتهاب المفاصل" أو "القصور الكلوي" من جراء قيامه بعمله داخل محيط تنعدم فيه الضروريات و لكن أطفالكم و أطفالنا، فلذة أكبادكم و أكبادنا، جيل تونسنا المستقبلي! ألا يعنيكم كذلك؟ ألا تضاهي أرواحهم شيئا؟ المعلم يقوم بواجباته وسط ظروف كارثية يختنق لساعات طوال داخل قاعة نوافذها محمية ب"الكرادن" و جدرانها سوداء سواد الليل و سقفها من "حديد" عفوا من "بلاستيك" بل من "الآجر" حيث تنساب علينا مياه الأمطار من فوق فنحن لا تنطبق علينا كلمة إنسان بل نحن في "حضيرة" مع اطفالنا الأبرياء المساكين الذين يعانون أمراضا عدة لا يمكن للولي أن ينتبه لها أو يستخلصها دون إشارة المعلم لأننا نحن من ينتبه إلى "قصر النظر" عند الطفل و إلى "الحساسية و ضيق التنفس" فعندما يقول لك طفل: "سيدي حنجرتي تحرقني.. سيدي أنفي يِِؤلمني كلما دخلت الفصل.." لن يقولها للولي وقتها يشعر المعلم بالضيق و العجز فما ذنب هؤلاء الأطفال الذين يطمحون إلى الأفضل و ينظرون إلى المستقبل بكل أمل و تفاؤل؟ فيسقطون في الوحل و الظلمة خاصة داخل أقسام تنعدم فيها المعلقات و الصور و القواعد اللغوية و العلمية لأننا لا نستطيع تعليقها على جدران غير مطلية فهي من الإسمنت..فأين الفضاء الذي يرغب الطفل و يشده شدا نحو طلب العلم و يجلب آنتباهه و تركيزه فيلتهم بعينيه الصغيرتين ما كتب على الجدران و يسأل و يستفسر؟ مسكين تلميذي العزيز! مسكين أنت صغيري، عندما أقدم لك الدرس و أراك تلتفت يمنة و يسرة علك تفوز بكلمة تكتبها على لوحك، وقتها طفلي الصغير يبكي قلبي دما لأنني لا أستطيع أن أغير هذه الظروف المفروضة لذلك أطلق صرخة فزع و أقول بأعلى صوتي: "سيدي الوزير! هل يستطيع إبن الثمانية سنوات أن يتفهم مثل هذه الحلول الوقتية؟ بل لماذا تهدر الملايين لترميم ما لا يمكن ترميمه بل يجب هدمه؟
سيدي وزير التربية لفتة كريم من فضلكم لمدينة الوسلاتية و مدارسها فكيف لأكبر مدرسة في المدينة تحوي أكثر من 600 تلميذ و تلميذة أن تكون في مثل هذه الحالة التي يندى لها الجبين؟! إن "ناقوس" الخطر يدق و حياة أطفالنا التلاميذ في خطر فهل من حل؟ و هل من لفتة؟
سيدي الوزير هاهي الصور أكبر دليل عما نعيشه مع تلاميذنا الأبرياء في مدرسة حشاد بالوسلاتية رغم الترميمات و الإصلاحات التي آنطلقت منذ أكتوبر فلماذا لا تكون الحلول جذرية حتى نتجنب ما لا يحمد عقباه؟
اليوم وجدنا قاعة لأن أصحابها في إجتماع بيداغوجي و تواصلت الدروس فماذا عسانا أن نفعل في الأيام القادمة و الحال أننا في آمتحانات!؟
الوسلاتية في 26 فيفري 2015


ايمن المحرزي

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

قائمة أولية لرياض ومحاضن الأطفال المتحصلة على وصل ايداع كراس الشروط بولاية سوسة

الثقافة قلب المجتمعات النابض بالحياة

زائف "إقالة وزير التربية محمد علي البوغديري"